اين توجد مسلة حمورابي في الوقت الحالي، النصب التذكاري الشهير المعروف بنصب حمورابي يعتبر هذا النصب أحد المعالم التاريخية الهامة في العراق، ولكن علينا أن ننظر إلى هذا النصب بعيون نقدية، وأولا وقبل كل شيء يجب أن نتعرف على تاريخ هذا النصب حيث يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد، ويُعتقد أنه تم بناؤه لتكون ضريحا للملك حمورابي، حاكم بابل الشهير، لكن هل هذا النصب حقا يستحق كل هذا التبجيل والإشادة؟، وإذا نظرنا بعناية إلى تصميم النصب سنجد أنه يعكس طابعا مطبوعا بالقوة والعنف، فهو يتكون من عمود ضخم مصنوع من الديورايت، وعلى سطحه نقوش تصور القوانين والعقوبات القاسية التي كانت تطبق في ذلك الوقت.
من هو حمورابي
حمورابي، المعروف أيضا باسم حمورابي المستوحش، كان ملكا ذكيا وقويا يحكم بابل في الفترة ما بين عامي 1792 ق.م و1750 ق.م. كانت فترة حكمه تعرف بقانون حمورابي الشهير، الذي يعد أحد أقدم نظم القوانين المعروفة في التاريخين ومع ذلك يجب أن ننظر بانتقادية إلى هذا القانون وتطبيقه، ورغم أن قانون حمورابي يعطي صورة لتوجيهات قوية وعدالة، إلا أنه يظهر بوضوح تحيزات اجتماعية وتفرقة بين الطبقات، ويعاقب القانون بشكل صارم المتسببين في جرائم كالسرقة والاعتداء، ولكنه يفرض عقوبات أكثر شدة على الفقراء والضعفاء مقارنة بالأثرياء والنبلاء، وهذا النوع من التفرقة يبرز وجود نقاط ضعف في قانون حمورابي ويثير تساؤلات حول عدالته الحقيقية.
اين توجد مسلة حمورابي في الوقت الحالي
نصب حمورابي المعروف أيضا باسم ستيلي حمورابي هو عبارة عن عمود مصنوع من الديوريت الصلب، وهو نصب تذكاري يعود للملك البابلي حمورابي الذي حكم بين عامي 1792 و1750 قبل الميلاد، وقد اكتشف النصب في العام 1901 في مدينة سوسة بالعراق التي كانت تعرف سابقا باسم بابل، ومع ذلك للأسف نصب حمورابي لم يبقَ في الموقع الأصلي الذي تم اكتشافه فيه، حيث تم نقله إلى متحف اللوفر في باريس في العام 1902، حيث يعرض حاليا كجزء من مجموعتهم الرائعة.
نقل نصب حمورابي من بابل
يعتبر نقل نصب حمورابي من بابل إلى باريس قضية مثيرة للجدل، فقد أثار هذا القرار الكثير من الانتقادات والجدل حول الاستيلاء على الثقافة والتراث الأجنبين وتظل الأسئلة تدور حول إمكانية إعادة النصب إلى بلده الأصلي ومكانه الأصلي في العراق، وعلى الرغم من الجدل المحيط به يبقى نصب حمورابي رمزا هاما للتاريخ والثقافة البابلية، فإذا كنت ترغب في زيارته فعليك أن تتوجه إلى متحف اللوفر في باريس، حيث يمكنك استكشاف هذا النصب التاريخي الرائع والتمتع بجماله وأهميته الثقافية.
على الرغم من ضياع المكان الأصلي لنصب همورابي، فإن الاحتفاظ به وعرضه في متحف مشهور عاليا يسمح للزوار بالاستمتاع به والتعرف على تاريخه المهم، وقد يتفتح الحوار حول مستقبل هذا النصب وإمكانية إعادته إلى بلده الأصلي.
